¤©§[§©¤][نبذه مختصرة عن الاثار والتراث في أم القيوين ][¤©§]§©¤
بدأت الاكتشافات الأثرية في أم القيوين في العام 1970، إذ خلصت بعثة المسح الأثري العراقية التي كانت تعمل تحت إشراف إدارة الآثار والسياحة في العين، إلى اكتشاف مواقع أثرية عدة في الإمارة، أهمها موقع «الدور»، ثم عادت بعد ذلك إلى العمل العام 1974 موسماً واحداً فقط، ونظراً إلى أهمية الاكتشافات الأثرية، قامت أربع بعثات أجنبية من الدنمارك، وبلجيكا، وبريطانيا، وفرنسا، بالتنقيب في موقع «الدور»، تحت إشراف ودعم حكومة أم القيوين، إذ بدأت تلك البعثات أعمالها في العام 1987، وانتهت في العام 1990، باستثناء البعثة البلجيكية التي استمرت في التنقيب حتى العام 1994.
ويعود عمر منطقة «الدور» إلى أواخر القرن الأول ق . م، أو بداية القرن الأول الميلادي، وهي تستلقي على كثبان رملية يصل ارتفاعها إلى اثني عشر متراً، وتطل على خليج «خور البيضاء» الذي أصبح اليوم مملوءاً بالطمين، وتؤكد الكتابات والعملات المعدنية التي وجدت في الموقع استخدام اللغة الآرامية، على الرغم من استخدام اللغة العربية البدائية وأبجدية خاصة جنوبي الجزيرة العربية في تلك المرحلة.
و نظراً إلى موقع «الدور» المتميز على الساحل، فقد شكلت مركزاً تجارياً حيوياً، بدليل بعض المكتشفات التي عثر عليها الفريق العراقي خلال بحوثه التمهيدية أوائل السبعينيات، والتي استكملتها لاحقاً الفرق الآثارية الأجنبية على مدى تسعة مواسم، ابتداءً من العام 1987، غير أن التسمية التي عرفت بها هذه المنطقة لم تحدد بصورة قاطعة بعد، إلا أنه من المحتمل أن يكون اسمها قديماً مرفأ (عمانه)، إذ أشار المؤرخ الروماني «بلايني» إلى أن هذه المنطقة كانت أحد مرافئ الخليج العربي.
ويبدو أن «الدور» كانت مأهولة بالسكان خلال القرن الأول وأوائل القرن الميلادي، وتم اكتشاف عدد من الآثار المهمة التي تعود إلى تلك المرحلة، فقد نقب الفريق العراقي عن حصن مربع الشكل، يبلغ طول أضلاعه عشرين متراً تقريباً، تقوم على زواياه أبراج مستديرة، وهو أول فريق يكشف عن الأهمية التي حظي بها الموقع، ويوجد داخل الحصن مبنى مستقل شبه مربع يتألف من حجرتين، إضافة إلى سياج آخر بني قبالة الحائط الشرقي.
أولأ : حقبة أم النار:
تم اكتشاف مبنى رئيسي آخر نقب عنه البروفيسور «إيرني هيرنك» عن جامعة «غينت» البلجيكية، وصف بأنه معبد الآلهة السامية «شمس»، استناداً إلى الحوض المكتشف فيه، وقد نقشت عليه كلمة «شمس» باللغة الآرامية، ولا تزال جدرانه مرتفعة نحو مترين، ويميزه شكله المستطيل، إذ تبلغ أبعاده 8.30 – 8م، وقد كسيت جدرانه الخارجية بالجص على نحو بالغ المهارة، وأحاطت بمداخله الزخارف التزيينية، أما كتلة الحجارة الضخمة التي وجدت وسط المبنى، فيرجح أنها جاءت أصلاً من أحد مدافن حقبة «أم النار».في حين تنتصب خارج المبنى ثلاثة مذابح مبنية من صخور شاطئية أصغر حجماً متوافرة محلياً، وعلى مقربة من هذا المبنى عثر على بئر دائرية مرصوفة بالحجارة يبلغ عملها ستة أمتار. ومن المكتشفات داخل هذا المبنى مصباح برونزي زيتي يحتمل أن يكون روماني الصنع، ويحتمل أن يكون هذا المبنى الذي يقع في جنوب الخليج العربي، معبداً خلال تلك المرحلة، ويمثل الحصن والمعبد مركزين إداريين ودينيين لسكان «الدور»، إضافة إلى هذا، سمحت الحفريات التي قام بها الفريق الأوروبي بتحديد مجموعة من المنازل الصغيرة والمصاطب الحجرية التي يحتمل أنها اتصلت بالعادات الجنائزية المحلية.
وينتشر في مختلف أرجاء الموقع وسط المنازل عدد لافت للنظر من القبور، يشكِّل بعضها مدافن فردية بسيطة لا تحوي سوى القليل من المواد الجنائزية، وقد دفنت الجثث مباشرة في الرمال، وتعرض معظم المدافن الجماعية للنهب في الأزمنة الغابرة، إلا أن واحداً منها تم التنقيب عنه العام 1990، فزودنا بمعلومات وافية عن طقوس الدفن التي اتبعها السكان، وتبلغ أبعاد حجرة الدفن نفسها 1.70 – 2.70م، ويصل ارتفاعها الأقصى إلى 2.20م، حتى قاعدة سقفها المقنطر الذي يرتفع نحو 40 سم عن سطح الأرض المحيطة به. أما الباب المؤدي إلى الحجرة، فهو محكم الإغلاق بكتلة واحدة من الحجارة ومكسو بالجص، في حين ترى خارج الباب سوراً منخفضاً مستطيل الشكل أضيف بعد بناء القبر.
وكذلك هناك العديد من المواقع الأثرية المختلفة في إمارة أم القيوين التي تم اكتشافها و هذا بدوره يعزز مقومات الإمارة و الحفاظ على هويتها و تاريخها الحضاري , كما تعتبر الأثار و المعابد و المتاحف من أهم معالم الجذب السياحي لأي منطقة في أي دولة بالإضافة لدورها الهام في تعريف هوية و تاريخ الشعب الإماراتي , و في هذا المقال نلقى الضوء على أهم هذة الاكتشافات الأثرية في منطقة أم القيوين .
ثاثياً : قلعة أم القيوين:
أرسى قواعد الحصن الشيخ / راشد بن ماجد المعلا عام 1768م ، ليكون هذا الحصن مركز للحكم ومسكنا له . الحصن مربع الشكل تقريبا ، ومبنى من الحجارة البحرية يحتضنه برجان عاليان، الاول : من الجهة الشمالية الشرقية ،والثاني : من الجهة الجنوبية الغربية .
ويتكون البرج من غرفة المراقبة ، والمزاغل الأفقية والعمودية والدائرية ، مع الأنوف والمسننات والطرابيش المختلفة الارتفاع في أعلى البرج، وتحيط بها ثلاثة ردهات مستطيلة ذات طابقين مع شرفة خشبية تطل على ساحة كبيرة مكشوفة وفق التخطيط المعماري الخليجي وتتوسط الساحة بئر للماء.
ونظرا لأهمية الحصن في نفوس أبناء أم القيوين من الناحية التاريخية والتراثية وجه سمو الشيخ/ راشد بن أحمد المعلا عضو المجلس الأعلى حاكم أم القيوين بأن يحول إلى متحف وطني يشمل تراث وتاريخ أم القيوين .
وقامت دائرة المتاحف والتراث بحكومة أم القيوين بترميم الحصن وإعادة تجهيزه وافتتاحه كمتحف حيث إن أهميته لا تكمن في حدود معروضاته فحسب بل في أهمية البناء المعماري له كتحفة معمارية فنية باعتباره من الحصون القديمة في دولة الامارات العربية المتحدة .
افتتح الحصن كمتحف أم القيوين الوطني في 25/6/2000م ، وهو يزخر بالعديد من المعروضات التي تنوعت بين الآثار والتراث بالإضافة إلى البيئة البرية والبحرية .
ثالثاً : السور التاريخي :
يعود تاريخ بناء سور أم القيوين التاريخي إلى عهد الشيخ عبدالله بن راشد المعلا العام 1820 ويقع بين الخليج العربي شمالاً حتى الخور جنوباً مغلقاً بذلك ممر اليابسة الوحيد في الإمارة، ويتكون من ثلاثة أبراج، برج الخور الذي يقع على خور البيضاء ويشكل أحد أهم أبراجه وذلك لقربه من بوابة المدينة، وبرج معصوم ويقع في وسط السور، وبرج البحر ويقع على الخليج العربي مباشرة .ويطلق المواطنون على أبراج السور "أبراج اللزيمه" وذلك نسبة إلى فريج اللزيمه الواقع قرب السور .
تقسم أبراج الفلج إلى ثلاثة أبراج الشمالي والصنابي وبن حليس، وتمتد على طول الخط البري لمدينة فلج المعلا، وبنيت جميعها في عهد الشيخ عبد الله بن راشد الأول العام 1800م، من الحجارة الطينية والطين المخلوط بالتبن وبعض المواد الأخرى للتقوية واستخدم الجندل والدعون للتسقيف، وقد استخدمت الأبراج للمراقبة ودرء الأخطار حين يقع أي اعتداء على المدينة براً .
رابعاً: حصن فلج المعلا:
يقع الحصن في واحة فلج المعلا، التي كانت مصيفاً لأهالي الإمارات في الماضي، حيث تكثر فيها زراعة النخيل، والليمون، والخضراوات، ويتكون هذا الحصن من بناء مربع الشكل له برجان، أحدهما في الجهة الشمالية الشرقية، والآخر في الجهة الجنوبية الغربية، ويتكون من مجلس كبير للحاكم، بالإضافة إلى المربعة، وتطل الردهات الثلاث على فناء داخلي، ويلحق بالحصن مسجد يسمى مسجد فلج المعلا، وبني الحصن من حجارة الوادي والجبص كمادة رابطة، وخشب الجندل والدعون للتسقيف، بالإضافة إلى استخدام خشب التيك في الأبواب .
خامساً:بـــرج النخيل:
وصـــــــــــف الــمـــوقـــــــع :
برج على طول الخط البري لمدينة فلج المعلا ، حيث تم بناءه في عهد الشيخ عبد الله بن راشد الأول عام 1800م أي نفس فترة بناء الحصن تقريباً ، بني من الحجارة الطينية ، والطين المخلوط بالتبن وبعض المواد الأخرى للتقوية ، واستخدم الجندل والدعون للتسقيف ، والذي كان متوفر محلياً ، ذات شكل إسطواني ، يتكون من ثلاث طبقات وبها فتحات تهوية رأسية وأفقية ، قاعدة البرج أكبر من الجزء العلوي ، ولا يوجد درج حيث كان الحراس يستخدمون الأحبال للصعود لأعلى البرج ، وقد استخدم للمراقبة ودرء الأخطار حين يقع أي اعتداء على الحصن والمدينة.
مـــــــــــادة الـــبــنـــــــاء : الحجارة الطينية ، والطين المخلوط بالتبن وبعض المواد الأخرى للتقوية.
سادساً: جــــــــــــزيرة الاكعاب :
تقع جزيرة الأكعاب (المهجورة حاليا) على بعد 50 كم شمال دبي في خور أم القيوين الكبير (الإمارات العربية المتحدة). خلال الألف الخامس وقبل أكثر من ستة آلاف وخمسمائة عام ، كانت الجزيرة مخيم للصيادين ببيوت دائرية ، حيث يعتبر الصيد النشاط الرئيسي لسكان الأكعاب وكان يمارس بالشباك أو الحبال أو باستخدام صنارات مصنوعة من الأصداف ، على الرغم من أن كل موارد الخور والأشجار المحيطة قد كانت مستثمرة ، إلا أن صيادي أكعاب كانوا يصطادون سمك التونه أيضاً ، الأمر الذي يحتاج إلى رحلات بالقوارب في البحر.
يقع تل الأبرق بين إمارة الشارقة و أم القيوين , و التل عبارة عن بيوت للصيايدين و التي كانوا يسكنوها موسمياً , و أيضاً عُثر فى الموقع على بعض البرونزيات و الجرار و الفخار , و قد تم اكتشاف ذالك عن طريق.
البعثة العراقية , كما وجدوا بناء دائري لحصن يشبه المدرجات و التي تم بنائها من أحجار وفخاريات, و كل ذالك يدل على الفن المعماري آن ذالك , كما تمكنوا من اكتشاف أعظم لؤلؤة تعتبر أقدم لؤلؤة فى العالم .
ثامناً: معبد إله الشمس :
يمتاز معبد إله الشمس بأنه المعبد الوحيد الموجود في الإمارات , و الذي اكتشفته البعثة الفرنسية , كما نجد ان إسم المعبد يدل على طريقة العبادة به حيث كان يُعبد فيه الشمس , و بالإضافة لذالك فقد وجدوا أثار بخور و رماد و التي ترجع إلى الطقوس الدينية الخاصة بعبادة زائرين المعبد .
تاسعاً: موقع أم القيوين2:
يقع في منطقة الشبيكة على حافة بحيرة أم القيوين ، 14 كم شمال مدينة أم القيوين وهو عبارة عن تله رملية تعتبر أثر رئيسي قديم تكونت في دولة الإمارات العربية المتحدة في نهاية العصر الجليدي ، اقتطعت بواسطة الخور من العصر
الحجري الحديث بفضل ارتفاع مستوى منسوب سطح البحر الذي انشأ هذه النقطة العالية الجذابة في منتصف الألف السادس قبل الميلاد على الأقل منذ بداية الاستيطان البشري في موقع أم القيوين 2 في العصر الحجري الحديث الأوسط ، ينتشر الموقع الأثري شرق وغرب التله حوالي أربعمائة متر طولا وعشر أمتار ارتفاع. تم اكتشاف الموقع بواسطة البعثة البريطانية عام 1992 م برئاسة كارفيلبس الذي قام بالتنقيب لمدة موسمين على التوالي عام 1992 و 1993 م ، تم الكشف عن قبر جماعي يجمع حوالي أربعين هيكل عظمي يرجع للعصر الحجري الحديث اعتمادا على الترتيب الزمني للقطع المكتشفة وتأريخ كسر فخار العبيد. أعادت البعثة الفرنسية افتتاح الموقع عام 2011 م برئاسة دكتورة صوفي ماري وبالتعاون مع الفريق المختص المحلي لدائرة الآثار والتراث بأم القيوين ، استمر العمل بالموقع بين مواسم التنقيب والدراسة حتى عام 2016م خلال هذه السنوات أصبح لدينا أدلة أثرية واضحة على استيطان منطقة واسعة من الموقع ترجع بتاريخها إلى 7500 : 7300 من وقتنا الحاضر.
قـيـمـــــة الـمـوقــــــــــع:
من أهم المواقع الأثرية للعصر الحجري الحديث ينقسم إلى مستوطنة ومقبرة جماعية تم العثور به على أقدم لؤلؤة تاريخية طبيعية ليس في الإمارات العربية فحسب بل بالعالم بأثره يرجع تاريخها إلى 7500 سنة من وقتنا الحاضر وفقا لتحليل الكربون 14.
الــبـعـثـــــــات الأثـــــرية:
البعثة البريطانية – البعثة الفرنسية – فريق الآثار المحلي لدائرة أم القيوين للآثار والتراث.